الاثنين، 5 يوليو 2010

لسنا معاقين


من هو المعاق ؟
أتراه من فقد حاسة من الحواس الخمس أو عجز عن القيام ببعض الوظائف الحيوية في حياته اليومية وذلك لأسباب مختلفة ومتعددة عضوية أم نفسية كانت أو من لازمه مرض مزمن كظله أو من كان به عيب –خلقي ؟
هذا ماتعارف عليه عامة الناس وربما حتى الأطباء ولكن هل هذا ا العرف صحيح ؟

دعونا نجيب على هذا السؤال بم علمنا الله عزوجل وسيد الأنام قاطبة عليه أفضل الله الصلاة والسلام (إن الله لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) ولنضع تحت هذه الأخيرة مئات الخطوط القلب ذلك المضغة التي هي ملاك أمر الجسد ويقوم عليه بالتالي صلاح العمل فقديماً قيل " المرء بأصغريه قلبه ولسانه " وقال صلى عليه وسلم :(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) وقال تعالى في محكم التنزيل (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)

وكلنا يعلم أن ثمت فروقا فردية بين البشر على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والفكرية وحتى الصحية وإنما جعل الإسلام ميزان التفاضل بين الناس التقوى فكلنا يحفظ قول الله تعالى ( إن أكركم عند الله أتقاكم ) لكن من ذا الذي يطبق التقوى كمفهوم سليم متخذا إياه أسلوب حياة ؟

والتقوى كما عرفها جمهور العلماء:
× لغة : التقوى مشتقة من الفعل وقي وهو بمعنى : اتخاذ الوقاية التي تفيد الصيانة والحفظ يقال " وقاهُ يقيه وقيا بالفتح ووقاية بالكسر صانهُ وسترهُ عن الأذى وحماهُ وحفظه فهو واق ومنه قولهُ تعالى " مالهم من واق" أي من دافع وشاهد ."

× اصطلاحا :فقد عرفت التقوى بتعاريف كثيرة منها :
الاحتراز بطاعة الله عن عقوبته وهو صيانة النفس عما تستحق به العقوبة من فعل أو ترك , وقيل : أن يتقي العبد ما سوى الله تعالى , وقيل : ترك حظوظ النفس , و قيل : الاهتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام قولا وفعلا فالتقوى عماد أعمال الأفئدة والقلوب وهي سبب تفريج الكر بات وسعة الرزق بعض النظر عن كون المرء
سليما أو عاجزا سقيما أو صحيح البدن قال تعالى :( من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لايحتسب )

فالمعاق حقا من كان معاقا معنويا لا حسيا وا بتعد عن تطبيق منهج السلف الصالح والرعيل الأول في التزام سبيل الورع والتقوى
فلم يرد الشرع بذكر العاهات في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة العاهة والإعاقة ب المعنى الحسي للكلمة إنما المراد هو المعنى المجازي ففي قوله تعالى ( لايستوي الأعمى والبصير) وفي الأثر ورد(الساكت عن الحق شيطان أخرس) قصد المعنى المجازي وهذا أمر جلي بادي للعيان من النظم البياني المحكم والبليغ للقرآن الكريم والسنة المطهرة

نعم فالعاهات المستديمة والإعاقات لم تك يوما ذات بال في ميزان الشرع
قال تعالى :( فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) إي نعم العمى الحقيقي والصمم أن يعمي الإنسان بصيرته ويصم أذنه عن صوت الحق ويتبع الضالين ومن جانبوا سبيل الهدى إلى الغي والتيه والضياع تلك الغربان التي تنعق والذئاب التي تعوي منادية بصوت مشين يدعو للشرور ويشجع الرذائل (كمثل الذي ينعق بم لايسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لايعقلون) والعاهة الحقة تناسي أبجديات فن التعامل مع الناس وإنكار أن ذلك هو أرقى الفنون على الإطلاق وإنما علمنا رسول الله عليه أتم الصلاة والسلام أنه( إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق)وقال صلى الله عليه وسلم في غير(موضع الدين المعاملة) وقوله صلى الله عليه وسلم( البرحسن الخلق) والمعاق من اجترح السيئات ولم يتب ويستغفر والمعاق حقا من رضي واستمرأ القعود عن العمل والإبداع والمعاق هو من لايطيق صبرا على أقدار الله فيجزع ويسخط عند أول فشل أو مصيبة تصيبه فييئس من روح الله ويقنط ولا يجيد أمرا سوى التبرم فهل نرض بعد هذا كله أن يطلق على هذه الفئة دون غيرها لفظ معاقين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق